اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا يختلف أحد على أن الرد الإيراني على استهداف العدو الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، شكّل تحوّلاً جديداً في صياغة قواعد الردع، بعد أن نجح في تهشيم صورة الأمن الاستراتيجي للكيان، وأعاد رسم قواعد اشتباك جديدة قائمة على اتجاه التصعيد المتقابل، وبما أن الجمهورية الإسلامية على رأس محور المقاومة، فمِن الطبيعي أن يستفيد أطرافه من هذه الخطوة المتقدِّمة ، التي ترسم مساراً جديداً في الحرب الدائرة حالياً، وتفتح الأبواب لطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة، ولربما أوسع من المنطقة.

وبما أن المقاومة الإسلامية في لبنان التي تُعتبر أبرز أركان المحور والأخطر على الكيان، لناحية القدرة والتجربة والموقع الجغرافي الأقرب له، قد فتحت جبهتها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، وهذا أمر طبيعي أيضاً أن تستفيد مما حصل وتتقدم خطوة الى الأمام... وهذا ما حدث فعلاً.

فقد عَمِل حزب الله على ترسيخ القاعدة الجديدة، من خلال مجموعة من الاستهدافات المتطوِّرة وتكثيف الصليات الصاروخية، مقابل المحاولات "الإسرائيلية" بتوسيع دائرة الإستهداف للمدنيين والمقاومين بمناطق بعيدة عن خطوط الجبهة، وقد نجحت المقاومة حتى الآن في تنفيذ مجموعة من العمليات النوعية، إضافة الى عمليات الإشغال والاستنزاف اليومي للمواقع والتجمعات المستحدَثة لجيش العدو المتخفي خلف مواقعه الثابتة، ومن أبرز هذه العمليات:

١-  قصف المقاومة لمركز تجمّع ضباط وجنود "إسرائيليين" في عرب العرامشة بصواريخ موجّهة وطائرات مسيّرة انقضاضية، وتكمن أهمية هذه العملية في قوّة الاستطلاع المعلوماتي التي مكّنت المقاومة من كشف المركز المتستِّر بساتر مدني وتقسيم الاستهداف الى مرحلتين، حيث تمّت إصابة المركز في الدفعة الأولى، واستهداف طواقم الإسناد في الدُفعة الثانية، مما يعني بقاء القدرة الاستعلامية أثناء العملية أيضاً.

٢-  إسقاط المقاومة لطائرة هرمز ٤٥٠ رغم الإجراءات الدفاعية التي طوّرها العدو في الأسابيع الماضية، حيث زاد من مديات الصواريخ الإعتراضية وربطها بأجهزة التنسيق الإلكتروني، لتوفير خيارات أكبر بين منظوماته الدفاعية في استهداف الدفاعات الجوية للمقاومة، وما زاد أكثر من إحراج العدو، تصوير الطائرة عند استهدافها.

٣- عملية استهداف وتدمير الرادار المتطوِّر المتخصص برصد منصّات إطلاق القذائف والصواريخ وتحديد أماكنها نقطياً، وتزويد مرابض المدفعية بالإحداثيات الدقيقة باستهداف أماكن إطلاقها، والمهم في هذا الأمر:

- أولاً: الموقع غير المرئي للرادار في قاعدة ميرون الجوية.

- ثانياً: كلفته العالية التي تتجاوز ٣ مليون دولار.

- ثالثاً: طبيعة مهمة الرادار وهي رصد منصات الإطلاق، وقد تم استهدافه بمنصة إطلاق لصاروخ موجّه، فبدل أن يكون الرادار سبباً لحماية المواقع العسكرية فشل في حماية نفسه.

- رابعاً: استخدام المقاومة لصاروخ ألماس المزوَّد بكاميرا لتوثيق الهدف والإصابة، وهذا جزء حيوي في الحرب الإعلامية التي تخوضها المقاومة.

هذا وقد جدّدت المقاومة قصف موقع رادار آخر يقوم بمهمة رصد المدفعية قصيرة المدى وأصابته بصلية صاروخية رداً على الاعتداءات على المدنيين، مما أدى الى تعطيله حسب الإعلام الصهيوني.

٤- قصف مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 شمال عكا ، أي على عمق ٢٠ كلم من الحدود اللبنانية بمسيّرات إشغالية ‏وأخرى انقضاضية، وهذه العملية تميّزت بالقدرة الاستعلامية ونوعية الهدف والمسافة الجغرافية ونوع الطائرات المستخدَمة.

٥ - الكمين الصاروخي والمدفعي لقافلة المدرّعات في موقع المطلة الذي تميّز بدقة الرصد وكشف المسار ودقة الإصابة والتصوير الحراري والشجاعة في التنفيذ مع قرب المسافة.

إذاً، هذه العمليات وغيرها تُعتبر تطوراً ملحوظاً في الجرعة الهجومية التي تريد المقاومة من خلالها توجيه رسالة للعدو الصهيوني، مفادها أن جنوب لبنان ليس المكان المناسب لإشباع رغبة جيشه المهزوم في غزة، لتحقيق أي إنجاز لمصلحة حكومته المهترئة ورئيسها العاجز والمنفصل عن الواقع، فما رآه العدو بعض بأس المقاومة وما ينتظره في حال "أخطأ بالحسابات" أن يرى كلّ بأسِها...

الأكثر قراءة

اسرائيل تُدمر وتُحرق الجنوب اللبناني والمقاومة تلحق خسائر كبيرة بالكيان الصهويني قصف قاعدة تجسسية وإحراقها بالصواريخ توصيات جاهزة تصدر اليوم عن جلسة المزايدات البرلمانية